التحرر من الاستلاب منطلق النظرة المتوازنة في القضية الامازيغية


التحرر من الاستلاب منطلق النظرة
المتوازنة في القضية الامازيغية

                                                       بقلم حسن اد بقاسم(نشر في جريدة الافق 2008)
الاخ الدكتور سعد الدين العثماني:
         تحياتي وتقديري ومتمنياتي لكم بالتوفيق في البحث عن نظرة متوازنة .
         ومن اجل المساهمة معكم في الافق اوجه اليكم الملاحظات التالية على اثر اطلاعي على ملف الفرقان حول القضية الامازيغية .
اولا :  مناط الاجتهاد يجب ان يكون مبدأ المساواة وليس مبدأ التمييز :
         ان من يمعن النظر في تعامل الاسلام مع مبدأ المساواة بين الناس ( الاحرار والعبيد) وبين الرجال والنساء وبين اللغات والشعوب سيلاحظ انه تم اقرار مبداء المساواة الكامل بين اللغات حينما جعل منها آيات " ومن اياته خلق المساوات والارض واختلاف السنتكم والونكم " واقدر مبدأ المساواة بين الشعوب بالاية القرأنية " ان خلقنكم من دكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو " ويمكن اعتبار هده الاية نفسها تعبيرا عن المساواة بين الرجال والنساء والاولاد والبنات ".
         وتم التقدم خطوة كبيرة في تحرير العبيد بجعل عتق العبيد واحدة من وسائل التكفير عن المعصية والتقرب الى الله .
         كان اقرار مبدأ احترام العقيدة بالاية القرأنية " من شاء فليؤمن  ومن شاء فليكفر" وبالاية" لا اكراه في الدين " واحدا من المبادئ التي استهدفت اقرار المساواة بين الناس بدون تمييز بسبب الدين ، فعاش المسيحي واليهودي والوثني في ظلال سقف الدولة المحمدية ، وكان التطور الطبيعي يقضي بالتوجه نحو الغاء كل اوجه اللامساواة بين الرجال والنساء بين اللغات والثقفات بين الشعوب وبين الاديان.
         وقد برهن الخليفة  عمر بن الخطاب عن فهمه لهده المبادئ حينما علق تنفيد عقوبة منصوص عليها حول السرقة بالاية القرأنية " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" في واقعة مشهورة في التاريخ الاسلامي فالغي بدلك تطبيق نص لكون الظروف المحيطة بالسرقة تجعل هدا النص غير ملائم ويسجل صرخته المشهورة " متى استعبد تم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ " فلا يمكن " لعالم " او " فقيه" يفهم هده الروح التوقة للمساواة بدون تمييز الا تفسير هده الصرخة بنفس المعنى الوارد في الفصل الاول من الاعلان العالمي لحقوق الانسان " يولد جميع الناس احرارا متساوين في الكرامة  والحقوق "
         اما  " العالم " " والفقيه " التي تتناقض وهدا الاتجاه فانه سيفضل التمييز بين "الناس الدين ولدتهم  امهاتهم احرارا وبين الدين  ولدتهم امهاتهم عبيدا " وهو مايتلاءم والعصر الدي جاء فيه الاسلام،
         ان الاستاد محمد خليل ابرز في مقاله " محمد المختار السوسي والامازيغية" ان هدا العالم الفقيه انطلق من مبدأ المساواة بين اللغات ، فاعتبر تاشلحيت لغة بالمعنى الكامل للغة وكان " شديد الاهتمام باللغة الامازيغية معتبرا ايها لغة سكان منطقة مغربية لها دورها البارز في تشكيل الشخصية المغربية ".
         ويمكن اعتبار ان مقال الاستاد احمد باكو يدهب في نفس الاتجاه عندما سجل ان تعليم الامازيغية يدخل ضمن دائرة الحقوق الطبيعية البديهية لكنه رغم دلك فانه يخل بمبدأ المساواة  بين اللغات الدي اقره القرأن حينما يقرر هو نفسه حدودا للغة الامازيغية  فاعتبرها مجرد لهجات ،
         اما السيد عبد المجيد بنسعود فلم يكتف بانكار مبدأ المساواة بين اللغات بل خرق كل قواعد النقاش والمناظرة  بين البشر فسمح لنفسه باستعمال مختلف عبارات السب والشتم والقدف وخلق لنفسه " جمل اوهام" وأكاديب " اخرجها من اعماقه دون الاحالة على مقال قرأه ، فكان عليه  وهو  مفتش في اكاديمية  وجدة الجهوية لوزارة التربية الوطنية ان يعود الى البحث في كتب علم النفس عن طريقة التعامل مع الاخرين ولا اريد ان ادكر تلك العبارات والجمل  فعليه بكل بساطة  اعادة قراءة مقاله ليتأكد انه بعيد ليس عن مبدأ المساواة فقط بل عن أبسط مبادئ المجادلة والمناظرة،
         وقد اخلت السيدة حنان اعميمي بمبدأ المساواة بين اللغات وهو " مقرر بالاية القرأنية  المدكورة سابقا حينما اجهدت نفسها  بعد ان استجوبت طلبتها وأكدوا لها انهم " كلهم كانوا من اصول امازيغية  بما فيهم أنا " كما سجلت وان 13 مجاهدا عربيا فقط كانو بين 13 الف جندي امازيغي " أجهدت نفسها لكي تصل الى انكار حق تعليم اللغة الامازيغية عندما اوردت ..."ولكي تبقى اللغة المهيمنة هي اللغة العربية التي يستطيع ان يتعلمها كل واحد هي هده . اما ان تقوم بفرض حصص في المدارس لتعلم اللغة الدارجة  او تعلم اللهجة التاوناتية  او الفطواكية  او اللهجة الريفية تو الشلحاوية بمختلف فروعها ....الخ. واضافت " لكن ليت المغاربة يتحدثون اللغة العربية الاصل ، الا ان هدا المطلب هو عزيز وبعيد المنال"
         اختلقت السيدة حنان لنفسها الحديث عن الدعم " السخي" لمؤسسة روكفلر" واحتضان فرنسا " والجامعات الفرنسية والامريكية .  ولم تتفضل باعظاء أي مرجع " لبحتها" الجدي الا يكون مصدر كل هده الاختلاقات هو ما يعرف بعلم النفس " بتقمص الضحية لشخصية المعتدي ،  وهو مايؤدي الى احتقار الدات وامتداداتها اللغوية والثقافية؟
         والمفاجئ في كل هده المقالات هو اخلال الشاعر الجيب الفرقاني بمبدأ المساواة بين اللغات والثقافاتو الهويات ، فبعد ان شكك في الخلفيات ، وهو الدي تشجع ليستعمل في كتاباته الاخيرة وبعد تطور الحركة الثقافية الامازيغية كلمة " اللغة الامازيغية " طرح اسئلتة التي شكك بها ان اللغة الامازيغية دون مستوى اللغة العربية ، ثم يعتبرها مجرد لهجات فسقط بدلك وهو الشاعر المتقن في فخ احتقار الدات والهوية وامتداداتها اللغوية والثقافية .
         اما السيد علي الزهيم فقد احضر الظهير البربري الدي كان يمكن تسميته " الظهير العربي" وهو فرنسي لينفي مبدأ المساواة بين اللغات .
         واخيرا فان الدكتور محمد عز الدين  توفيق قبل ان يؤكد على انه " ينتسب لمنطقة سوس " الغى لغة الام كلغة اولى لكل الاطفال والرجال والنساء في العالم ليجعل من لغة القرأن اللغة الاولى ،  وهو الدي لا يكلف الطفل باية واجبات دينية الا بعد وصوله الى سن البلوغ ،  ان لغة الانسان الاولى هي لغته التي تعلمها من امه ، اما باقي اللغات فهي لغات تاتي بعدها في الترتيب،
         ان انكار مبدأ المساواة بين اللغات متناقض مع المبدأ القرءاني الدي اعتبر اللغات والالسنة ايات" وهو تناقض يؤدي الى مزالق كثيرة برزت واضحة في مقال الدكتور توفيق وبقية الاخوان،
         ان الفهم الظهر والباطن للنصوص المتعلقة باللغات في الايات القرءانية تبرز ان مبدأ المساواة هو المعتمد ، وقد عمد الكثير من " الايديولوجيين المحكومين بالايديولوجية العربية الاسلامية " وليس بالاسلام وبمبادئه السمحة الى تحريف الكثير من الايات عن مقاصدها بهدف تركيز " سمو العرب " على غيرهم  من الشعوب واللغة العربية على غيرها من اللغات والهوية العربية على غيرها من الهويات .
اننا نعيش في عصر اصبح العالم كمجرد قرية  صغيرة يخضع لنظام دولي تمثله قوانين الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان  ويستهدف الحفاظ على السلم والعدل والتعايش بين البشر بدون أي تمييز على اساس الجنس اللغة او اللون او العرق او الدين او الاصل او غيرها ، لدلك فن مناط الاجتهاد في هدا العصر يجب ان يكون هو الوارد في الفصل  الاول من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والقائل " يولد جميع الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق " والدي يجب ان  يؤول على اساسه قول عمر ابن الخطاب
" متى استعيدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " بدون تمييز بسبب اللغة او اللون او الجنس او الدين او العرق او الاصل او غيرها .
ثانيا: تاكيد الهوية الثقافية والتحرر الفردي والجماعي:
         ينص الاعلان العالمي  حول الثقافة ( ويعرف باعلان ميكسيكو بشان الثقافة ( انظر تاسافوت العدد 2 على انه " يسهم تاكيد الداتية الثقافية في تحرير الشعوب بينما تشكل السيطرة على اختلاف اشكالها انكارا لها ....."
         ان الاعلانات الدولية ( الاعلان العالمي  لحقوق الانسان والاعلان العالمي حول التربية والاعلان العالمي حول الثقافة وغيرها ) تشكل محصلة للجهود الانسانية من جميع الانحاء ومن جميع الثقافات بهدف وضع الحد الادنى من الافكار والمبادئ والقواعد التي تضمن بها حقوق الانسان بدون تمييز ،  ويعتبر نكار المبادئ التي ترد فيها انكارا للحد الادنى من احترام الكرامة الانسانية .
         وهكدا فان انكار الهوية الثقافية او بعد من ابعادها كما هو حاصل بالنسبة لبعض الاخوة المساهمين في الملف ادى الى انكار لس مبدأ المساواة فقط بل الى المس احيانا بكرامتهم من خلال انكار هوتهم اللغوية والثقافية او انكار  اصولهم وتاريخهم وحضارتهم وهو موقف لايساهم  لا في التحرر الفردي ولا الجماعي.
         بل ان موقف انكار الهوية الثقافية هدا ادى بهم الى البحث عن " سبب ديني " لانكار هده الهوية والحال ان هدا الموقف اسقط غشاوة على ابصارهم فلم يحاولوا حتى الاطلاع على موقف الجمعيات الامازيغية من الهوية وتنوعها وابعادها وهو الموقف المسجل بوضوح في ميثاق اكدير حول  اللغة والثقافة الامازيغية  والدي صدر سنة 1991 والدي جاء فيه مايلي " الهوية الثقافية المغربية  الوحدة في التنوع ".
         " ان الهوية الثقافية المغربية تحدد بشكل علمي وموضوعي في المعطيات التالية :
       أ – عراقة تاريخ المغرب وتاصل الثقافة والحضارة  الامازيغيين في ارض المغرب مند ازيد من خمسين قرنا حسب ما هو متوفر من قرائن اثرية ،
ب – حضور اللغة والثقافة العربيتين بالمغرب كجزء مهم من الهوية الثقافية المغربية .
ج- تفاعل الثقافة الامازيغية مع غيرها من الثقافات المجتورة والوافدة دون ان يفقدها دلك الاحتكاك خصوصيتها الجوهرية" ومن هدا المنطلق تكون الثقافة المغربية متمثلة في كل من البعد الامازيغي والبعد الاسلامي والبعد العربي والبعد الافريقي والبعد الكوني وهي ابعاد لا يمكن اختزالها في بعد او نمودج واحد على حساب الابعاد الاخرى...."
         ان انكار الاخوة المدكورين لهويتهم الثقافية او لبعد من ابعادها جعلهم يسقطون في انكار  دواتهم وغاتهم وشعوبهم ومبادئهم نفسها،  ان تلك المواقف انكار للايات القرئانية " يا ايها الناس انا خلقناكم من دكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " ان في خلق السموات والارض واختلاف  السنتكم والوائكم لايات" فكيف ينكر مؤمن بهده الايات وجود الشعب الامازيغي مند الاف السنين ويجعله مجرد جزء من الشعب العربي والحال انه معروف في التاريخ قبله ، وكيف ينكر لغته الامازيغية وهي موجودة لالاف السنين ؟
         لمادا لا يكتفي بالقول بالحديث المعروف " كلكم من ادم وادم من تراب " ان انكار الهوية الثقافية يكرس الاستلاب بينما يساهم تاكيدها في التحرر الفردي والجماعي.
ثالثا: مبادئ الحداثة العقلانية والنسبية  والديموقراطية ضرورية للتعايش في اطار المساواة بين الناسوبين الهويات واللغات والثقافات والشعوب وضرورية لتوازن الفكر :
         لقد ابرزت الكثير من تجارب الشعوب ان انكار الابعاد المتعددة للهوية الثقافية الوطنية او لعالمية يؤدي الى الهيمنة والاستبعاد بينما يؤدي تاكيدها الى الديموقراطية والتحرر وهدا المبدأ  يسري على كل الانظمة مهما كانت الاديان التي تحتمي بها او الاديولوجيات التي تصطنع بها  فالانا القومية " للقومية العربية جعلت الشعوب الايرانية التركية والامازيغية ترفض الخصوع للامبراطورية  الاسلامية " والانا لقومية " الروسية ادت الى رفض شعوب  امبراطورية الاتحاد السوفياتي لهيمنة " القوميين الماركسيين الروس" الدين مارسوا قوميتهم المهيمنة بدل الاشتلااكية .
         هدا داخل الدين الواحد والايديولوجية الواحدة .
         ان تجربة افغانستان اليوم وتجربة الجزائر وعلاقات المجموعات الاسلامية ببعضها وبغيرها يبرز ان احياة والتعايش بين التيارات المختلفة غير ممكن بدون الاقرار بمبادئ الحداثة والعقلانية والنسبية والديموقراطية.
         فكيف يمكن تصور تعايش انساني بين اسلاميين معتدلين وراديكاليين في الجزائر خارج الاقرار بهده المبادئ وممارستها ؟ ان عدم الاقرار بالديموقراطية كألية من الاليات الضرورية للحسم بسلام في الخلافات في جميع الحالات يؤدي الى الحروب الدموية  .  كما ان عدم الاقرار بحقوق الانسان كما جاءت وتطورت بعد الحربين العالميين كتجربة مريرة للبشرية  وليس كرقم للتاريخ يجعل النقاش مجرد ضياع للوقت .
         ان القاء نظرة على العديد من المقالات تجدها تمجد " الانا القومية العربية " وافكارها تحت رداء الاسلام وهو شئ مؤسف جدا خصوصا ادا  صدرت من اطر قيادية ،  ان تمجيد " الانا القومية العربية" بمختلف انواع التمجيد يصل الى القداسة يجعلنا اما رجال يفكرون وكانهم لم يطلعوا على التجارب المريرة للانسانية والتي فرضت وضع الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الانسان في اطار التعايش السلمي .
         انني اعجب من رجال يقودون " الفكر" في نهاية القرن العشرين وينظرون اللامساواة في الحقوق  بين الرجال والنساء  بين الهويات والثقافات بين اللغات والشعوب ،  انه فكر بعيد عن العصر ويجب ان يتدكروا موقف عمر بن الخطاب  من توقيف العمل بحد السرقة الدي كان ينص قرءاني .
         ان انكار مبادئ الحداثة والعقلانية والنسبية والمساواة والديموقراطية جعل الاستاد مصطفى الخلفي  الدي بدل جهدا في الاطلاع، يجعله يعتبر ان الحديث عن الاستفادة من القوانين الامازيغية الشفوية " استنساخ لمضامين ظهير 16 ماي الاستعماري " دون ان ينظر بعقل حديث ونسبي الى المقارنة بين مبدأ تعويض العقوبة البدنية الدي يطبق الان في عدد من الجرائم في امريكا وتعقد من اجله مؤتمرات دولية كان المبدأ الغلب في القوانين الامازيغية الشفوية ، وان عددا من القواعد القانونية الامازيغية العريقة هي نفسها التي لاتزال تطبق في تسيير ملايين العكتارات من الاراضي الجماعية اليوم في كل انحاء المغرب.
         وقد عجبت بالخصوص للاستاد الفرفاني الدي ابعد نفسه فجأة عن هده المبادئ بعد ان اكد" ان الثقافة الامازيغية حقا كما لا احتاج ان أوكد – رافد اساسي وتريخي غني من روافد الثقافة المغربية ومكون جدري من مكونات الهوية الوطنية امتخضت به وبخصائصه الاف السنين والاف الوقائع " " هده حقيقة وطنية لاجدال فيها " وصار يؤكد ما يناقض دلك تماما حينما كتب :
         " ادن نحن امام مجموعة من القضايا المعقدة والمتشابكة  ليست فحسب قضية ثقافية ولغة ولكنها امتدت (اسمع) واخدت تمتد وتتفرغ الى قضايا اللغة اللهجة والكتبة والحرف والادب والفن والشعر والقضية والمثل والحكمة والاسطورة والاغنية والرقصة والنغمة والتقاليد والموروثات وانماط الحياة"ليستخلص ان " هده القضيا متشابكة متدافعة نحو بعث عنصرية منغلقة ضد العربية والعرب وهو ربما ما اصبح يدعى لدى البعض بالمسالة الامازيغية "
         هده الفقرة الثانية تبرز تفسيرا غريبا للفقرة الاولى ،
         يتجلى في ان "الثقافة الامازيغية رافد صب في بحر القومية العربية ومكون جدري " للشعب العربي " ان الحديث عن اللغة الامازيغية حسب واديها وفنها وغيرها يجعل الرافد نهرا والنهر يصب في بحر الامازيغ " وليس في بحر العرب "
         والاشكال بالنسبة للاستاد الفرقاني ان المسالة الامازيغية وخصوصا كما تبرز في " الخطاب الشفوي ؟" ادت الى " خلط والتباس وشبهات مفتوحة ، اثارت قلق عدد من الناس وتخوفهم من ان تنزلق الحركة الوطنية الامازيغية  البريئة الى عواقب اجتماعية وسياسية خطيرة ززز" ولان الاستاد الفرقاني غيب مبادئ الحداثة  والعقلانية والنسبية والديموقراطية عند كتابته فقد نسي ان يتفضل ولو باشارة  واحدة ليس الى" الخطاب المكتوب لبعض القوميين العرب الدين يدعون الى القضاء على الامازيغية  بلهجاتها وبعضهم تحت قيادته السياسية في الحزب ،
         والاغرب في طل دلك ان الاستاد الفرقاني فضل ان يتجاهل  التقرير المشهور لرفيقه في الحزب والنضال  والدي عايش انعقاد المؤتمر التأسيسي للكونكريس الامازيغي  العالمي والمنشور في جريدة الاتحاد الاشتراكي مباشرة بعد المؤتمر المدكور في شتنبر 1995 والدي تحدث عن مختلف الصعوبات التي اضطرت المؤتمرين الى قطع مسافة بالقطار بعد وصولهم الى باريز بالطائرات تصل لى 740 كلمتر للوصول الى مقر اكتراه واحد من مناضلي الحركة الثقافية الامازيغية الدي يعمل بالقرية حيث يوجد المركز ،
         الا يدكر الاستاد الفرقاني ان التقرير الموضوعي للمرحوم الباهي محمد اثار حفيظة عدد من اخوته القوميين العرب الدين يرفضون الاعتراف بالحقوق الطبيعية  للامازيغيين والمرتبطة بالكرامة البشرية نفسها ،
         ولضياع المبادئ في " الانانية القومية الضيقة فان الاستاد لم يكتف بدلك بل انه حاول دون تدكر تقرير صديقه المدكور جعل تاسيس الكونكريس الامازيغي العالمي نتيجة " تحرك دولي واسع مع مؤسسات دولية استعمارية مشبوهة " والجميع يعرف ان المبادرة انطلقت من المغرب  ومن الجمعيات الامازيغية بالمغرب  مند المؤتمر العالمي لحقوق الانسان سنة 1993،  لكن ادا لم يعر الاستاد الفرقاني انتباهه لتقرير صديقه في التاريخ والقمع والنضال والقومية كيف يمكن للغير ان يحاول التوضيح له ؟
         كل وثائق الحركة الثقافية الامازيغية تؤكد كتابة على الامازيغية  الى جانب العربية ،  لكنه اختار  اعتماد " الخطاب الشفوي لاصدقائه " وتبين الخطاب المكتوب لرفاقه.
         والأغرب من دلك انه يؤكد انه " في ظل التمازج الاجتماعي الدي خفقه الدين الاسلامي بين كل مكونات المجتمع المغربي أمازيغية ، عربية ، امازيغية اوروبية وعمقته الهجرات والمضاهرات والمصالح السياسية ، هل يمكن التمييز الفاصل حقا بين الامازيغي والعربي وحتى عن الافريقي الاوروبي ؟ وهل يمكن الفرز بينهما لمجرد الحديث بلهجة امازيغية او دارجة عربية والحال ان هناك عربا بل شرفاء من دؤاية العرب ونسب  الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعرفون العربية ، وهناك امازيغ اصلا لا يعرفون الامازيغية بالمقابل ولا يتحدثون بها " .
         ففهي هده الاسئلة  فضل لاستاد الفرقاني تاكيدات  غير قابلة  للجدل ،
         ان الشاب المغربي اليوم بدأ يستوعب الاعلان العالمي لحقوق الانسان  فهل بعض القادة السياسيين يريدون تركيز فكر قومي يعود الى م قبل الاعلان العالمي لحقوق الانسان ومتجاوز عن القوميين العرب في الشرق وظل بعض حاملي  الانا القومية الكبرى يرددونها.
         وغياب مبادئ الحداثة والعقلانية والنسبية والديموقراطية جعلت الدراسية " العلمية " الايديولوجية  لظهير 16 ماي 1930  للاستاد علي الزهيم تخلص الى نفس هويته الامازيغية  وتحدث عن التعريب  من وجهة نظر السيد محمد حركات الدي يرفض في مقالته للامازيغيين  أبسط حقوقهم اللغوية والثقافية . وكان عليه ان يشير في دراسته " العلمية" الى المطالب الاولى الحركة الوطنية التي طالبت بالاصلاح تحت الاستعمار" وليس بالاستقلال ولكنها في نفس الوقت طلبت " عدم السماح بتعليم الامازيغية " . وكان عليه ان يدكر في دراسته العلمية مادام فضل تقديم خاتمة " ضد الامازيغية  وحقوق الامازيغيين ان يشير الى ان الامازيغيين في دلك التاريخ كانوا لايزالون يقاومون بالسلاح،
         ومادام قد دكر التعريب كيف يفسر كل هؤلاء الكتاب المناهضين للحقوق الامازيغية في هويتهم ولغتهم وثقافتهم وحضارتهم وغيرها دعمهم المتحمس لشعارات بعض القوميين الغير الديموقراطيين حول " تعريب المحيط " تعريب الحياة العامة " وتعريب الشخصية المغربية " اليس دلك تدعيما للخطاب المكتوب لبعض اخوانهم" اماتة الامازيغية بكل لهجاتها".
         ولوكانت المبادئ المدكورة حاضرة لدى الاستادة حنان اعميمي عند كتابة مقالها لخرجت بخلاصات مخالفة  لما وصلت اليه . فبعد ان اكدت " ان  الجيش الفاتح الدي عبر بالاسلام الى الاندلس كان قوامه ثلاثة  الف جندي كان من بينها ثلاثة عشر مجاهدا عربيا فقط بمعنى ان 12987 كلها من بين الدار ....." مضيفة انه من" الناحية  الاثنية فان المغاربة  لايمكن  ان يزعم احدهم  انه عربي قح او امازيغي قح ، فمرة كتب في قاعدة الدرس فاعتبرت هده المسألة فسألت الطلبة ... من منكم ليست له اصول امازيغية ؟ فلا احد اشار بالعكس كلهم كانوا اصول امازيغية بما فيهم انا "
         لكن خلاصتها انكار لهويتها وهوية طلبتها فهي بدلك بدل ان تساهم في تاكيد التحرر بتأكيدها لهويتها الثقافية  تساهم في تكريس السيطرة ضد التحرر فتضيف :
         " فالمغاربة كلهم هده اصولهم ولكن اللغة الامازيغية الان اصبحت طرائف قددا واينما هي مع الاسلام بفضل الله عز وجل اعطى للمغرب ثقافته بل واصالته ومنح المغرب اندفاعه وثقته وشهوده الحضاري في الكل الكون،  اما ان تستبدل ماهو مبني كاين بما هو غائب حتى لا اقول سائد او ماهو موجود كما هو غير موجود ...." انها تناقضت تماما مع الاية القرءانية " انا خلقناكم من دكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو " ان غياب المبادئ المدكورة  اعلاه تجعل الانسان غير منسجم حتى ما يعتقده  لان " النقل " و " العادة" و الايديولوجية تغلب على النقل والفهم والعلم ،  وهدا ما جعلها تنكر على اللغة الامازيغية ان تكون حتى " رافدا  او مكونا" وبالاحرى مقوما من مقومات لهوية المغربية.
         ولم تكتف بدلك بل انها خلقت الحديث عن " الدعم السخي الدي تعطيه مؤسسة روكفلر  وفرنسا الدي لم تورد بشأنه لا مرجعا ولا ارقاما ،  ثم تحدث عن احتضان شعب الدراسات في الجامعات دون ان تدكر ان شعب الدراسات الاسلامي  وقضايا اللغة العربية لا تخلو منها الجامعات الاوروبية والامريكية في حين ان  المدارس  التي تدرس بها الامازيغية  هي المعهد ا و الجامعات للغات السامية .
         في حين لايتجاوز الاهتمام  بالامازيغية مقعدا لتدرسيها .
         اما الاستاد عبد المجيد مسعود فان مقاله حول الانسلاخ من الهوية يبرهن ليس عن غياب المبادئ المدكورة فقط بل غياب ابسط القواعد الضرورية للكتابة في قضية من المفروض انها قضية كل المغاربة وخصوصا حينما يكون الباحث مفتشا في اكادمية  جهوية لوزارة التربية الوطنية ،  فهو ينكر البعد الامازيغي في هويته ،  وهو مغربي  ولا يعترف بالامازيغية لغة .
         وقد اعترف الاستاد محمد عز الدين توفيق في انكار الملادئ المدكورة اعلاه والابتعاد عنها ، فبعد اعتباره ان لغة  الام هي اللغة الثانية  بالنسبة لاي مسلم وهو موقف لا علاقة  له  بالاسلام بل هو انكار للاية القرءانية " وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه" التي تبين ان لغة الام مفضلة " فهي تبعا لمنطقه مقدسة . ولو كان مبدأ  العقلانية حاضرا لما سقط في هدا الفهم المخالف للعقل والنقل معا ،
         ان غياب  المبادئ اعلاه جعلت الكثير من دوي المواقف المشابهة عاجزين عن الحديث بشكل عقلاني عن واقعة اهانة كسيلة المسلم من طرف عقبة بن نافع ،  وكان دلك  سبب بورة  الامازيغيين بقيادته ضد عقبة وهو  يظل وطني مسلم في شمال افريقيا  يجب اعادة الاعتبار له في شوارع مدننا وليس العكس .
         اما استجواب الدكتور الخطيب  وهو الرجل السياسي الدي عليه ان يكون اكثر حدرا ولكنه فضل ان يقوم :
         " اقول لهؤلاء الاخوة الدين يدعون الى تعميم اللغة الامازيغية وجعلها لغة للتخاطب اليوم اين ميزانية هدا لمشروع " الدين ارادو  تنبيه فهؤلاء الدين ينادون اليوم لتعميم فهم غير قادرين على التواصل بينها فيما  بيتهم "
         وانا اتحدى ان يكون بالمغرب اكثر من مائة شخص يعرفون الكتابة بتيفيناغ"
         وقيل دلك واكد ان  ياسر عرفات قال له بانه " عندما  دهب الى اليمن خاصة صنعاء وجد قبائل تتكلم بنفس اللهجة  التي تتحدث بها القبائل البربرية بالمغرب ، وهدا دليل على ان العنصر البربري والعربي له  اصل واحد "
         بهده البساطة ينكر الدكتور الخطيب على الامازيغيين حقوقهم اللغوية واثقافية  وينكر عليهم اصولهم ،  لكني اريد بالمناسبة ان ادكر هنا ان الاستاد واصف منصور  بدوره صرح لي بمثل ما اشار اليه الدكتور الخطيب قائلا بان " لديه الحجة  بان الامازيغيين من اليمن " وقال انه زار محافظة " المهرة" ووجدهم يتحدثون بنفس لغة اهل سوس .  وبما انني مهتم بالموضوع فقد اتصلت بمحامين يمنيين اعطوني عناوين وجهت اليها رسائل في محافظة  المهرة وطلبت منهم ان يحدثوني عن لغتهم وحددت لائحة من الاسماء  لا يختلف عادة في اللغات دات الاصول المشتركة مثل " الشمس ، الارض ، الام ، القمر ، النجوم بعض الحيوانات " وقد توصلت بجوابين مكتوبين .
         ان الدين يفكرون في مستقبل المغرب  يجب عليهم بدل ان  يغرقوا في " انانيتهم القومية الضيقة  ان يعيدو النظر في " الايديولوجية" الاقتصادية التي بدأت ترتدي جلباب  الاسلام  بعيدا عن روح الايات الجوهرية للقرءان التي ترتكز على المساواة بين الناس بين اللغات والثقافات ،  واي اجتهاد  يجب ان يكون حول مبادئ المساواة وقضايا حقوق الانسان كما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية ،
         ولكي يكون دلك ممكنا بدون الالتزام بالحداثة والنسبية والعقلانية والديموقراطية ، والا فان الخوارج سيكفرون المعتزلة والاسلاميون الافغان سيقتلون اخوانهم الاسلاميين الافغان.
                                                                           حسن اد بلقاسم     

    

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

جوهر الهوية والأبعاد الثلاثة للهوية الثقافية المغربية

القانون الاساسي لمنظمة تاماينوت 2015-2018

حق المشاركة في مسلسل صنع القرار في المغرب بين المركزية والجهوية السياسية